من أمطار الباحة أمس.
من أمطار الباحة أمس.
-A +A
علي الرباعي ( الباحة ) Al_ARobai@
أربعة أشهر وحديث المطر متصل في مجالس القرويين في منطقة الباحة، في ظل شح الموارد المائية من الآبار والأودية، المحتفظة ذاكرة بعضهم بجريانها منذ خمسة عقود وعدم انقطاع مياهها، وإذا كان الجفاف منذ أربعة أشهر (تفرعن) على قمم الجبال، فإن من أمثال أهالي المنطقة «ليت كل غائب مثل المطر»؛ إذ إن الثقة بالله تجعلهم في طمأنينة كاملة أن الغيث آت لا محالة، مثل ثقتهم في عودة الغائب إلى أهله، وإن تقطعت به السبل، وشرّدته المنافي، وبما أن المزارعين هذه الأيام أقل شغفاً من الرعاة، فإن مربي الماشية عوضة محمد الغامدي يقف كفزاعة منصوبة على التلال ومشارف الوديان، واضعاً كفه على حاجبه ليرصد اتجاه الغيم، ويتلمس لمعة البرق، ويطرق سمعه لصوت الرعد، مبشّراً نفسه وأهله وجيرانه بأن موسم الأمطار أزف، ويؤكد لـ «عكاظ» أن المطر باعث للأمل، ودافع باتجاه العمل وحرث الأرض واقتناء الماشية، مستعيداً الآية الكريمة (وجعلنا من الماء كل شيء حي)، موضحاً أن الإنسان يمكنه الاستغناء عن الطعام لأيام، إلا أن الماء لا غنى عنه.

فيما يؤكد محفوظ غرم الله أن التفاؤل غمر يوم أمس شرائح عدة من مجتمع مدينة الباحة، خصوصاً الرعاة والمزارعين، كونهم يعتمدون بعد الله على ما تجود به السماء من أمطار نهاية الخريف وبداية الشتاء، وعزا أمطار الأمس إلى ارتفاع درجات حرارة النهار، خصوصاً وقت الظهيرة، ما ينتج عنه تصاعد المزيد من بخار الأرض، لتعود إلى الأرض غيثاً هنيئاً، وعدّ أمطار أمس من نوع أمطار التيارات الصاعدة.


يذكر أنه ما إن أشرقت شمس أول يوم من العام الميلادي الجديد 2018 حتى تراكمت غيوم داكنة في فضاء الباحة، مؤذنة بيوم شتائي تنكسر فيه سموم البرد، وما هي إلا ساعات لتدفق الرباب ماء منهمراً طيلة فترة الظهيرة، وشملت الأمطار قرى مدينة الباحة، ومحافظة غامد الزناد، فيما أكد المتحدث الإعلامي للدفاع المدني العقيد جمعان دايس خلو أمطار أمس من أي حوادث احتجازات.